الأحد، 11 أغسطس 2024

هل لفظ الإمام الحسن عليه السلام كبده؟

  ـــــــــــــــــــــــــ

السؤال:

يذكر خطباء المنبر أن الإمام الحسن بن علي (عليهما السلام) بعد أن سقته السمَّ زوجتُه جعدة بنت الأشعث (عليها اللعنة وسوء العذاب) لَفِظ (عليه السلام) كبدَه، كيف يمكن أن نفهم أن المسموم يلفظ الكبد؟ علمًا أن الكبد ليس داخل المعدة، وإنما خارجها كما تعلمون؟

ــــــــــــــــــــــــــ

الجواب:

يمكن توجيه ذلك بعدة أمور:

التفسير الأول:

ما ذكره السيّد محمد سعيد الحكيم (قدس سره) في رده على الإشكال المنشور في موقعه:

اشتهرت هذه الواقعة الأليمة بين العامة والخاصة، ورووها بشكل واسع، وصرح بعضهم بأن السم قطَّع أحشاء الإمام (عليه السلام) ، فمن الطبيعي أن يصل إلى الكبد أيضًا ، ويحتمل أن يكون المقصود من الكبد هنا قطع الدم المتجمدة التي تسمى بـ (الكبد) عرفًا، فإنا لله وإنا إليه راجعون.


الخلاصة: يحمل معنى الكبد على قطع الدم المتجمدة بفعل السم على الكبد.



التفسير الثاني:

ما وضحه السيّد محمد صادق الروحاني (قدس سره) جوابًا على السؤال المنشور في موقعه:

قال يمكن حمل العبارة على معنيين

١- يُحمل قيء الكبد على اشتماله على قطعات شبيهة بالكبد ـ مثلًا ـ، وهو ما ذكره السيد الحكيم (رضوان الله عليهم).


٢-الحمل على المعنى اللغوي ـ كما هو الصحيح ـ فالكبد يُراد بها الأحشاء، وحينئذ يكون معنى قيء الكبد قيء بعض الأجزاء الداخليّة، وهذا لا محذور فيه.


فإنه الكبد في الاستعمالات العربية يطلق على الجهاز الخاص في الجانب الأيمن الذي يفرز الصفراء، كذلك يطلق على ما في الجوف بكامله كما جاء في (القاموس) وفي (تاج العروس) ما نصه: وربما سمى الجوف بكامله كبدًا.


الخلاصة:

يكون المراد من الرواية أنه ألقى من جوفه قطعًا من الدم المتخثر تشبه الكبد، وللروايه كما اوردها العلامة المجلسي(رضوان الله عليه) (بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٤ - الصفحة ١٣٨) كالتالي:

قال: دخلت على الحسن بن علي ابن أبي طالب (عليه السلام) في مرضه الذي توفي فيه وبين يديه طست يقذف عليه الدم ويخرج كبده قطعة قطعة من السم.


وبهذا يمكن رفع التنافي بين الرواية وبين ما ذكره الأطباء، حال حمل الكبد على الجوف بكامله، كما ذكر أهل اللغة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

📎 التلجرام :

https://t.me/adelaljohr

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

✒ ملاحظة :

لا يجوز التصرف بمحتوى الاستفتاء يرسل من غير تغيير.

الشيخ عادل الجوهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق