الخميس، 24 نوفمبر 2016

حرم الحسين عليه السلام


ـــــــــــــــــــــــــــــ
 ما المراد بحرم الحسين عليه السلام المأخوذ في موضوع الحكم بالتخيير بين التمام أو القصر في الصلاة؟
ـــــــــــــــــــــــــــــ
 وأما حرم الحسين عليه السلام فالروايات الواردة فيه على طوائف
وعناوين ثلاث :
 أحدها : ما تضمن عنوان حرم الحسين عليه السلام كصحيحة حماد ابن عيسى المتقدمة (١) ونحوها غيرها، ولكن السند غير نفي كروايات عبد الحميد، وحذيفة، وأبي بصير المتقدمات، وقد عرفت أنها بين ضعيف ومرسل والعمدة ما عرفت،
 ثانيها : ما كان بعنوان عند قبر الحسين عليه السلام وهي كلها ضعيفة.
منها: رواية أبي شبل قال: قلت لأبي عبد الله (ع) أزور الحسين
عليه السلام، قال: نعم زر الطيب وأتم الصلاة عنده، قلت : بعض أصحابنا يرى التقصير، قال: إنما يفعل ذلك الضعفة (٢).
والمراد إما ضعف الايمان أو ضعف البدن عن الاتيان بالتمام كالعجزة
والشيبة. وكيفما كان فهي ضعيفة السند بسهل بن زياد.
ومنها: روايتا زياد القندي، وإبراهيم بن أبي البلاد وقد مر ضعفهما.
ومنها: رواية عمرو بن مرزوق قال: سألت أبا الحسن عليه السلام
عن الصلاة في الحرمين، وعند قبر الحسين، قال: أتم الصلاة،
فيهن (٣). وهذه الرواية وإن كان بعض رواتها مجهولا إلا أنه
مذكور في كامل الزيارات، فيمكن القول بصحتها إلا أنها لا تدل على الاختصاص لوقوع التقييد ب‍ (وعند قبر الحسين) في كلام السائل
فكأن السؤال عن خصوص ذلك فلا تدل على عدم شمول الحكم لتمام
البلد لعدم كونها متعرضة لذلك هو ظاهر.
 ثالثها : ما ورد بعنوان الحائر: وهو روايتان كلتاهما ضعيفة بالارسال إحداهما مرسلة الصدوق، والأخرى مرسلة حماد بن عيسى المتقدمتان.
 فاتضح أن الرواية المعتبرة منحصرة في عنوان حرم الحسين عليه السلام وحيث إن لفظ الحرام ليس له وضع شرعي ولا تشرعي، بل هو مأخوذ من الحريم بمعنى الاحترام، فالمراد به في المقام يتردد بين أمور :
 أحدها: أن يراد به كربلاء بتمامها كما كان كذلك في حرم الله
وحرم رسوله وحرم أمير المؤمنين (ع) على ما عرفت، فإن قدسية
الحسين العظيمة وشرافته تقتضي ذلك كما لا يخفى.
 ثانيها : أن يكون أخص من ذلك وهو الصحن الشريف وما يحتوي
عليه، كما ذهب إليه جماعة، منهم العلامة المجلسي (قده) (4) باعتبار
أن من يرد الصحن الشريف حتى من أهالي كربلاء يرى أن لهذا المكان
المقدس احتراما خاصا لا يشاركه خارج الصحن، ولأجله لا يرتكب
بعض الأفعال التي لا تناسب المقام من ضحك كثير أو لعب ونحو ذلك.
 ثالثها : أن يكون أضيق من ذلك أيضا، بأن يراد به الرواق وما حواه من الحرم الشريف، فإن الاحترام هناك آكد ومناط التجليل أزيد، ولذا لا يرتكب فيه ما قد يرتكب في الصحن الشريف.
 رابعها : أن يراد به الأضيق من الكل وهو ما دار عليه سور الحرم والمعبر عنه باسم الحرم في عصرنا الحاضر، فإن هذا المكان الشريف هو الفرد البارز، وأظهر المصاديق مما يطلق عليه لفظ الحرم فهو القدر المتيقن مما يراد من هذا اللفظ عند الاطلاق.
 فإذا دار الأمر بين هذه المحتملات فمقتضى الصناعة الاقتصار على المقدار المتيقن لدى تردد المخصص المجمل بين الأقل والأكثر وهو المعنى الأخير،(رابعها) والرجوع فيما عداه إلى عمومات القصر التي هي المرجع ما لم يثبت التخصيص بدليل قاطع.
 وأما احتمال الاختصاص بما حول الضريح المقدس ملاصقا معه أو في حكم الملاصق تحت القبة السامية فهذا لا دليل عليه، بعد كون المتقين من الحرم أوسع من ذلك حسبما عرفت.
 اللهم إلا أن يستند في ذلك إلى الروايات المتقدمة المتضمنة للتعبير ب‍ (عند القبر) إذ عليه يمكن أن يقال بانصراف هذا العنوان إلى ما حول الضريح، ولذا لو صلى بعيدا عنه لزحام ونحوه يصح أن يقول لم أتمكن من الصلاة عند القبر، بل صليت في المسجد الذي هو داخل الحرم الشريف، فالاختصاص المزبور على هذا المبنى غير بعيد، لكنك
عرفت ضعف تلك الروايات بأجمعها، فهذا التخصيص بلا موجب.
 فالنتيجة على ما ذكرناه تعميم الحكم بالتخيير لتمام الحرم الشريف، ولكن لا يتعدى إلى خارجه حتى الرواق فضلا عن غيره، لعدم الدليل وإنما تعدينا عن المساجد في الحرمين وفي الكوفة لقيام الدليل المفقود في
المقام حسبما عرفت.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
 الهوامش :
(١) الوسائل باب 25 من أبواب المسافر ح 1
(٢) الوسائل باب 25 من أبواب المسافر ح 4
(٣) الوسائل باب 25 من أبواب المسافر ح 30
(4) بحارالانوار ج 89 ص 89.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
 كتاب الصلاة الجزء : ٨ السيد الخوئي قدس سره الشريف
 إعداد: الشيخ عادل الجوهر.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
 للاشتراك في خدمة الاستفتاء
1⃣ ارسال رسالة إلى رقم الجوال
+966500677742
2⃣ اكتب اسمك الكريم الثلاثي
3⃣ اكتب كلمة إشتراك
4⃣ احفظ الرقم في قائمة الأسماء في جهازك.
2 تعليق
التعليقات
عادل الجوهر 💠حرم الحسين عليه السلام💠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق