الخميس، 6 يوليو 2017

البلاء



قد تسأل :
كيف نجمع بين الروايات التي تدل على أن البلاء خير للمؤمن وزَين له، والروايات التي تفيد أن البلاء عقاب له؟ وما هو تفسير الروايات التي تدل على أن البلاء الذي يتعرّض له المؤمن الموالي أشدّ من غيره؟
ــــــــــــــــــــــــ
الجواب.tr:
الموارد مختلفة، فإن مورد كون البلاء خيراً، هو أن يسبّب البلاء توجّه الإنسان إلى الله تعالى وإقباله عليه، والله تعالى يحبّ عباده المقبلين عليه، ولذلك يروى عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أنه قال: «نحن معاشر الأنبياء أشد بلاء فالمؤمن الأمثل فالأمثل، ومن ذاق طعم البلاء تحت سِتْرِ حِفظِ الله له، تلذّذ به أكثر من تلذّذه بالنعمة». كما أن مورد كون البلاء عقاباً هو: أن يكون البلاء بسبب الذنب فيكون عقاباً لذنبه، وفي الحديث الشريف عن الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه: «إن البلاء للظالم أدب، وللمؤمنين امتحان، وللأنبياء درجة، وللأولياء كرامة»
ــــــــــــــــــــــــ
قد تسأل :
عند قراءة الكتب المتعلّقة بسيرة أهل البيت سلام الله عليهم نجد كثيراً من الروايات الغريبة كرواية: «صنع الإمام الباقر سلام الله عليه فيلاً من الطين والطيران عليه» فما صحّة مثل هذه الروايات، مع أنها تخالف العقل، وما رأيكم بالرواية المذكورة؟
ــــــــــــــــــــــــ
الجواب.tr:
لقد تحدّث القرآن الحكيم عن النبي عيسى على نبيّنا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام بأنه دعماً لادّعائه النبوّة: كان يخلق من الطين كهيئة الطير ثم ينفخ فيها فتكون طيراً بإذن الله، والإمام الباقر صلوات الله عليه هو أكرم عند الله من النبي عيسى، مضافاً إلى الرسول الكريم صلّى الله عليه وآله وكذلك السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء سلام الله عليها والأئمة الطاهرون سلام الله عليهم لابد وأن يدعموا ادّعاء النبوّة والإمامة بمعجزة، كمعجزة انشقاق القمر بالنسبة للرسول الكريم. ومعجزة ردّ الشمس للإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه، فما روي في كتب علمائنا الأبرار من معاجز للمعصومين سلام الله عليهم فهو لاثبات إمامتهم، وهو معتبر ولا يوجد فيه ما يخالف العقل، كذلك الرواية المذكورة.
ــــــــــــــــــــــــ
قد تسأل :
هل يدل إخراج الميت من قبره بعد سنوات طويلة وجثته بحال جيّدة على حسن حاله؟ وإذا كان كذلك، فما تقولون في الروايات التي تتكلم عن إخراج الإمام عجّل الله تعالى فرجه الشريف لجسدين طريّين من قبريهما فتزداد فتنة الناس بهما؟ أليس في كونهما على هذا النحو تغرير بالخلق وهو ممتنع على الله تعالى؟
ــــــــــــــــــــــــ
الجواب.tr:
مجرّد بقاء جسد الميت فترة طويلة وعدم تفسّخه ليس في حدّ ذاته دليلاً على صلاحه، فإن الله تعالى قال في حق فرعون: «فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية». سورة يونس: الآية92، وفي التفسير أن أمواج البحر العاتية حطمت كل الأجساد وأبادتها، ما عدا بدن فرعون، فإنها قذفته سالماً على الساحل، وقد بقيت الجثة في المتحف سالمة إلى يومنا هذا. ثم إن ذلك الأمر مما يرتبط بمسألة الرجعة، والرجعة مما نطق به القرآن الحكيم في مواضع عديدة كقوله تعالى: «ويوم نحشر من كل أمة فوجاً ممن يكذّب بآياتنا». سورة النمل: الآية83، والدليل على ارتباطه بالرجعة هو أنه في يوم القيامة يحشر الله الجميع، كما قال تعالى: «وحشرناهم فلم نغادر منهم احداً». سورة الكهف: الآية47، وفي الحديث الشريف: أنه يرجع من محض الإيمان محضاً، ومن محض الكفر محضاً. وأمر كهذا قد نطق به القرآن الحكيم وصدع به الحديث الشريف لا يعدّ تغريراً، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. كما أن الله سبحانه وتعالى يمتحن بأمثال ذلك عباده قال تعالى: «ألم* أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون», وقال: «لنبلوكم بالخير والشر فتنة».
ــــــــــــــــــــــــ
قد تسأل :
ما مدى صحّة الحديث المنسوب النبي الأعظم صلى الله عليه وآله بأنه من اعتمر في رمضان كأنما حجّ معي، وهل يتنافى ذلك مع الرأي المشهور بأن العمرة في رجب تأتي في الفضل بعد الحجّ؟
ــــــــــــــــــــــــ
الجواب.tr:
في الحديث الشريف ان العمرة في شهر رمضان تعدل حجّة، وهو لا يتنافى مع ما ورد من الروايات في التأكيد على فضل العمرة في شهر رجب، إذ مقتضى الجمع بين الروايات أفضلية عمرة رجب.
ــــــــــــــــــــــــ



مطابقة لفتاوى سماحة المرجع الديني السيد صادق الشيرازي دام‌ظله
ــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة :
لا يجوز التصرف بمحتوى الاستفتاء يرسل من غير تغيير.
الشيخ عادل الجوهر 1436/7/2

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق