ـــــــــــــــــــــــــ
السؤال:
هل كان جابرُ بن عبد الله الأنصاري فاقدًا للبصر (أعمى) عند زيارتِه لقبر الحسين (ع) يوم الأربعين؟
ــــــــــــــــــــــــــ
الجواب
عند مراجعة بعض المصادر، ومنها:
تجد أنَّ جابرَ بن عبد الله الأنصاري لم يكن أعمى عندما زار الإمام الحسين (ع) يوم الأربعين، وإنما كُفَّ بصره في آخر أيام عمره، حيث امتدَّ عمره إلى سنة أربعٍ وسبعين أو ثمانٍ وسبعين للهجرة، حسب الاختلاف بين المؤرخين.(١)
ويؤيد ذلك لقاءُ جابرٍ للإمام الباقر (ع) ورؤيتُه لشمائله وتبليغُه لسلامِ الرسول (ص)؛ وهو من الأمور الثابتة التي نصَّت عليها رواياتٌ مستفيضةٌ، وصريحةٌ في أنَّه كان حينذاك فاقدًا للبصر. من تلك الروايات: الروايةُ التي أوردها الكلينيُّ في الكافي بسندٍ معتبرٍ عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله الصادق (ع)، ورد فيها:
".. فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ قَالَ: يَا غُلَامُ أَقْبِلْ، فَأَقْبَلَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَدْبِرْ، فَأَدْبَرَ، ثُمَّ قَالَ: شَمَائِلُ رَسُولِ الله (ص) وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، يَا غُلَامُ مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: اسْمِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ يُقَبِّلُ رَأْسَهُ وَيَقُولُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَبُوكَ رَسُولُ الله (ص) يُقْرِئُكَ السَّلَامَ ..".(٢)
▪︎من أين جاءت شبهة فقده للبصر؟
سببُ هذه الشبهة ما أورده محمَّد بن أبي القاسم الطبري في (بشارة المصطفى - ص ١٢٥)، حيث ذكر: "حينما قال جابرٌ لعطيّة العوفي حين دنا من القبر الشريف: ألْمِسْنِيهِ، فَأَلْمَسْتُهُ، فَخَرَّ عَلَى الْقَبْرِ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ".
هذه الفقرةُ من النصِّ ظاهرةٌ في أنَّ جابرًا كان كفيفًا، إلا أنَّه عند ملاحظة بقية نصِّ زيارة جابرٍ للإمام (ع) ينتفي هذا الاشتباه؛ حيث اشتمل النصُّ على أنَّ جابرًا بعد أن قرأ الزيارة قال: "وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مَضَيْتَ عَلَى مَا مَضَى عَلَيْهِ أَخُوكَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا". ثم جالَ ببصرِه حول القبر وقال: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَيُّتُهَا الْأَرْوَاحُ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنَاءِ الْحُسَيْنِ وَأَنَاخَتْ بِرَحْلِهِ". (بشارة المصطفى - محمَّد بن أبي القاسم الطبري - ص ١٢٥).
وهنا يتَّضح أنَّ قولَهُ: "ثُمَّ جَالَ ببَصَرِهِ حَوْلَ الْقَبْرِ" صريحٌ في أنَّ جابرًا كان حينها بصيرًا، ولم يكن كفيفًا، وإنما لشدَّة بكائِه وحُزنِه على الإمام (ع) أفقدَهُ تشخيصَ المكانِ، فقال لعطية: "ألْمِسْنِيهِ".
عادل ال جوهر
الهامش
(١) سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج٣، ص ١٩٢، ١٩٥
كتاب الإصابة - ابن حجر - ج١، ص ٥٤٧
كتاب رجال الطوسي - الشيخ الطوسي - ص ٣١.
(٢) الكافي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للاشتراك في قناة جامع الاستفتاءات:
▪︎تلغرام: [اضغط هنا](https://t.me/adelaljohr)
¤واتساب: [اضغط هنا]
https://whatsapp.com/channel/0029VaD72L57DAX2Vys9nZ0x
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
✒ ملاحظة :
الفتاوى مُرتَّبة حسب الترتيب الهجائي لأسماء المراجع من (اللقب).
يُمنع التصرف بمحتوى الاستفتاء أو نشره مع أي تغيير.
الشيخ عادل الجوهر