الخميس، 11 أغسطس 2016

تراب قبور المعصومين عليهم السلام




ــــــــــــــــــــــــ
👤 ○ سأل أحد الفضلاء : 
أكل التراب والطين حرام، واستثني من ذلك طين قبر الإمام الحسين (عليه السلام)، فما حكم تراب سائر مراقد المعصومين (عليهم السلام)؟ 

 فأجاب سماحته (دام ظله): الفقهاء تطرقوا إلى هذه المسألة في كتبهم، منهم المحقق الأردبيلي في مجمع الفائدة، وصاحب الجواهر في جواهره، والمرحوم السيد الأخ (رحمهم الله جميعاً) في الفقه، وبحثوها مفصلاً في كتاب (الأطعمة والأشربة) بمناسبة محرمات الأكل. 

 وخلاصة الكلام : 
إنه بالنسبة إلى طين قبر الإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام) لا شك في جواز أخذ مقدار قليل حدده الفقهاء للاستشفاء. 

أما بالنسبة إلى قبور سائر المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين) فالنصوص متعارضة، بعض الروايات تقول بالحرمة، وبعضها تقول بالحلية، ولكن المشهور أخذوا بروايات الحرمة وأعرضوا عما دل على الحلية، إلا النادر ممن أجاز. 

 ومن روايات الجواز : 

عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) فِي حَدِيثٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ طِينِ الْحَائِرِ هَلْ فِيهِ شَيْ‌ءٌ مِنَ الشِّفَاءِ، فَقَالَ: (يُسْتَشْفَى مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقَبْرِ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعَةِ أَمْيَالٍ، وَكَذَلِكَ قَبْرُ جَدِّي رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) وَكَذَلِكَ طِينُ قَبْرِ الْحَسَنِ وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ (عليهم السلام) فَخُذْ مِنْهَا فَإِنَّهَا شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَسُقْمٍ وَجُنَّةٌ مِمَّا تَخَافُ وَلا يَعْدِلُهَا شَيْ‌ءٌ مِنَ الأَشْيَاءِ لِلَّذِي يَسْتَشْفِي بِهَا إِلاّ الدُّعَاءُ، وَإِنَّمَا يُفْسِدُهَا مَا يُخَالِطُهَا مِنْ أَوْعِيَتِهَا وَقِلَّةُ الْيَقِينِ لِمَنْ يُعَالِجُ بِهَا) (9) الحديث. 

وفي رواية محمد بن مسلم، عن الباقر (عليه السلام)، وقد أعطاه شراباً فشربه فشفي من مرضه، أنه (عليه السلام) قال له: (يَا مُحَمَّدُ إِنَّ الشَّرَابَ الَّذِي شَرِبْتَهُ كَانَ فِيهِ مِنْ طِينِ قُبُورِ آبَائِي وَ هُوَ أَفْضَلُ مَا نَسْتَشْفِي بِهِ فَلَا تَعْدِلْ بِهِ فَإِنَّا نَسْقِيهِ صِبْيَانَنَا وَ نِسَاءَنَا فَنَرَى مِنْهُ كُلَّ خَيْرٍ) (10). 

 وفي المقابل : 

عن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام): (وَلا تَأْخُذُوا مِنْ تُرْبَتِي شَيْئاً لِتَتَبَرَّكُوا بِهِ فَإِنَّ كُلَّ تُرْبَةٍ لَنَا مُحَرَّمَةٌ إِلا تُرْبَةَ جَدِّيَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَهَا شِفَاءً لِشِيعَتِنَا وَأَوْلِيَائِنَا) (11). 

 وما ورد من التعبير بالأكل من لحومهم ودمائهم، وهو من أشد المحرمات، حيث ورد ذلك في من تناول أكثر من الحمصة أو أكل طين الحائر الشريف لغير الاستشفاء: 

قال عليه السلام: (وَلا تَنَاوَلْ مِنْهَا أَكْثَرَ مِنْ حِمَّصَةٍ فَإِنَّ مَنْ تَنَاوَلَ مِنْهَا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَكَأَنَّمَا أَكَلَ مِنْ لُحُومِنَا وَ دِمَائِنَا) (12). 

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: (مَنْ أَكَلَ مِنْ طِينِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عليه السلام غَيْرَ مُسْتَشْفٍ بِهِ فَكَأَنَّمَا أَكَلَ مِنْ لُحُومِنَا) (13). 

👤 ○ قال أحد الفضلاء : 
هناك رواية خاصة تجيز أكل القليل من طين قبر الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله). 

 فأجاب سماحته (دام ظله): 
نعم، لكنهم أعرضوا عنها, وهي معارضة برواية أخرى حيث تفيد العموم: (فكأنما أكل من لحومنا ودمائنا). 

👤 ○ وسأل أحد الفضلاء : 
ما هي حدود طين قبر الحسين (عليه السلام) 

 فأجاب سماحته (دام ظله): 
فيها خلاف، قال بعض الفقهاء إنها أربعة فراسخ في أربعة، وقيل أكثر، وقيل أقل (14).

👤 ○ سأل أحد الفضلاء : 
ما ذا تقولون بالأتربة التي تجمع في الصحن الحسيني الشريف وحرمه المطهر؟ 

 فأجاب سماحته (دام ظله): 
مع الصدق العرفي لا بأس، ولذلك كان بعض المؤمنين يبيتون شيئاً من التراب عند القبر الشريف ثم يأخذونه للاستشفاء. 
ــــــــــــــــــــــــ 
التقارير العلمية لسماحة المرجع الشيرازي
الليلة السادسة عشرة ـ شهر رمضان العظيم1436 للهجرة
ــــــــــــــــــــــــ http://arabic.shirazi.ir/shownews.php?Code=11813


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق